JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الخطاب الإسرائيلي لحقوق الإنسان ... هكذا تحدث إبليس عن الجنة (2)

 الخطاب الإسرائيلي لحقوق الإنسان ... هكذا تحدث إبليس عن الجنة (2) 


بقلم رئيس التحرير: دكتورة منار سعيد

خامسًا :  دافع الخطاب الإسرائيلي بشراسة عن حق اليهود في عدم التمييز العنصري منددا بمعاداة السامية المنتشرة في كافة أنحاء العالم، في نفس الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل تمييزا عنصريا ممنهجا ضد الشعب الفلسطيني في الأنظمة والقوانين. ولعل الكثير من القوانين الإسرئيلية التى تؤسس للحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية تتحايل على مبدأ المساواة في الحقوق ، ومنها وثيقة الاستقلال الإسرائيلية التى تحدثت عن أشكال مختلفة من الحقوق، إلا أنها رهنتها بالبنية القومية التى لا تعطي الأغلبية اليهودية وإنما الشعب اليهودي بأكمله داخل وخارج إسرائيل الحق الكامل في التحكم بمنظومة الحقوق داخل الدولة، وفي علاقتها بالدول المحيطة،  بالرغم من كون ما لا يقل عن خمس المواطنيين فلسطينيين وهم أصحاب الوطن الأصليون والذين تخضع حقوقهم الأساسية لاعتبارات تتعلق بهوية الدولة الإثنية. ناهيك عن قانون "الدولة القومية " الذي أقره الكنيست في عام 2018 ، والذي ينص على أن إسرائيل هي " الدولة القومية للشعب اليهودي " ،وأن حق تقرير المصير فيها يخص الشعب اليهودي فقط، ولا يعترف بأي حق لأي مجموعة غير يهودية في تقرير المصير ؛ الأمر الذي يستثنى عرب فلسطين 48 ،ويهمش دورهم السياسي والاجتماعي في البلاد ، ويتعارض مع قرار الجمعية العامة للامم المتحدة لعام 2017 بشأن ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف .  حيث لا يتضمن القانون أى إشارة إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو الحلول المطروحة له مثل " حل الدولتين " ،إنما يقصر منافعه على إسرائيل وسكانها . ويبرز القانون التفرقة في الحقوق بين اليهود والعرب في إسرائيل ويحولها إلى "تمييز شرعي"على أساس عرقي . فالمساواة وفقا لهذا القانون تنطبق على جميع اليهود في أى مكان في العالم لكونهم يهودا؛ وهو ما يجعل إسرائيل دولة الشعب اليهودي وليست دولة جميع المواطنين المقيمين بها .


و لم يتوقف التمييز العنصري الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الفلسطينيين فقط،  وإنما ينخر في أساس المجتمع اليهودي ويمارسه اليهود ضد بعضهم البعض. ولعل أبرز مثال على ذلك الصراع الطبقي القائم بين الأشكناز( يهود أوربا ) والسفارديم ( يهود الشرق الأوسط ) منذ نشوء الدولة اليهودية. فهناك هوة واسعة بينهم سببها أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع طبقي بطبعه تمنح فيه الأولوية وفقا لحيل الهجرة والمكانة الاجتماعية والاقتصادية والميول السياسية . حيث يتعامل اليهود الأشكناز بتعالي كبير مع اليهود السفارديم؛ لأنهم سبقوهم بالهجرة إلى فلسطين قبل قيام الدولة اليهودية؛  ولأنهم ساهموا بأموالهم ونفوذهم في الدول التى جاءوا منها في ازدهار الحركة الصهيونية، وتشجيع اليهود في شتى أنحاء العالم على الهجرة إلى فلسطين. فهم الطبقة العليا التى تتمتع بالغنى والهيمنة على المؤسسات السياسية والاجتماعية ، بينما السفاريم هم الطبقة الدنيا داخل المجتمع الإسرائيلي الذين يعملون في المهن الشاقة، ويحتلون المرتبة الثانية بعد العرب في التعامل بدونية داخل المجتمع الإسرائيلي . كما أن الكثير منهم أُجبروا على ترك الدول العربية والهجرة إلى إسرائيل بعدما قامت المخابرات الإسرائيلية بتخويفهم من خلال تفجير عددا من المعابد اليهودية بتلك الدول ، إلى أن اتخذ الصراع بين الطبقتين شتى أشكال العنف والفصل العنصري .

author-img

بوابة حكايات مصرية

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة