الخطاب الإسرائيلي لحقوق الإنسان ... هكذا تحدث إبليس عن الجنة (1)
عندما تتحدث إسرائيل عن حقوق الإنسان فهي كالشيطان واصفًا جنة الله وهي محرمة عليه بسبب كبره وصلفه . وبنفس الكبر والصلف حرمت إسرائيل على نفسها الاعتراف بما هو حقوق للغير على اعتبار أن اليهود وحدهم من يستحقون لقب إنسان لأنهم شعب الله المختار .
هيا معي عزيزي القاريء أخذك في رحلة إلى قلب الخطاب الإسرائيلي لحقوق الإنسان نتعرف على أبرز سماته وأهم عناصره .
أولاً: هو خطاب تسوده نبرة "الاستعلاء" و"ثقة صاحب الحق" خاصةً عند تناولة للقضية الفلسطينية. كما يعتقد اليهود أنهم أصحاب حضارة عظيمة منوا بها على العالم وهو ما أكد عدم صحته "حسن ظاظا" في كتابه الشخصية الإسرائيلية مؤكدا إن اليهود أمة لا حضارة لها، وإن القول بأن اليهود منحوا العالم التوحيد والنبوة والكتب المقدسة قول يفتقر إلى الصحة، بل أن اليهود نهبوا تراث أمم سابقة . كما يدعي اليهود أن لهم فضلا على الإسلام، لأنهم أول من قام بتوجيه المسلمين وتعريفهم على الحرم المقدس.
ثانيًا : صاحب نبرة الاستعلاء "نبرة التهكم والاستخفاف" على كل من يدين الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين وان كان المُدين مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نفسها .
ثالثًا: قدم الخطاب الإسرائيلي اليهود في دور "ضحية" العالم الكاذب المعادي للسامية الذي يتآمر ضد اليهود ويدعي كذبًا أن الفلسطينيون هم السكان الأصليون للأرض وأن إسرائيل تحتل تلك الأرض بشكل غير قانوني. و أن الإسرائيليون يضطهدون الفلسطينيين .
ويمكن تفسير بروز دور الضحية في الخطاب الإسرائيلي بإرجاعه إلى عقدة الشعور بالاضطهاد المُصاحبه للشخصية الإسرائيلية . فاليهود ذاقوا مرارة الاضطهاد في عصور متعددة من تاريخهم، إلا أن هذا الاضطهاد لم يقع دون أسباب ؛ فقيام الفكر الإسرائيلي على التمييز العنصري منذ البداية، والعمل على تقوية هذا الفكر على مر العصور؛ جعل من الإسرائيليين جماعة مقضي عليها بالكراهية، ومن ثم تحولت هذه الكراهية إلى اضطهاد.
رابعًا: ظهرت "النزعة الدينية" اليهودية في الخطاب الإسرائيلي لحقوق الإنسان ، وسببها أن إسرائيل دولة قائمة على أساس ديني يهودي، حيث أكد الخطاب أن الصراع العربي الإسرائيلي ليس صراعا قوميا أيدلوجيا وإنما هي حرب إسلامية ليس فقط ضد الدولة اليهودية ، بل ضد الشعب اليهودي وحرية اليهود؛ وبالتالي لن يؤدي أي جهد سياسي لحل هذا الصراع إلى السلام.
وتظهر النزعة الدينية في الخطاب الإسرائيلي أيضا من خلال إبراز الخلاف التاريخي الديني بين اليهود والمسلمين، فلم يكتفِ الخطاب بالحديث عن وجود مؤامرة إسلامية ضد اليهود، بل إنه تضمن اتهامات وافتراءات على الدين الإسلامي، حيث أكد أن الشريعة الإسلامية تستبيح دم وممتلكات غير المسلمين كما أكد الخطاب أن اليهود كانوا مهمشين ومقهورين في الأراضي الإسلامية مستشهدا بغزوة خيبر الذي وصفها الخطاب بأنها " مذبحة المسلمين وطردهم لليهود " .
وللحديث بقية