لعنة الترند
بقلم دكتورة / منار سعيد #مقال رئيس التحرير
لقد اصبح الترند الآن هو الحاكم الفعلي لعقول الناس . فجأه نجد جميع الناس تتحدث عن نفس الموضوع ، ترتدي نفس الملابس ، تأكل نفس الطعام . والسؤال هنا : هل جميعنا يحب ما يفعل ؟ أم أننا نجري وراء "الترند " .
يبدأ " الترند " بفيديو أو بوست بسيط يحقق مشاهدات عالية ويتكرر بشكل هيستيري .في اليوم التالي نجد الشركات تستغل الترند في الإعلانات والماركات . حتى كلام الناس تجده يدور في نفس السياق . حيث يعمل الترند على تسطيح الذوق وتحويل الناس إلى نُسخ مكررة من بعضها أى القضاء على " الفردية " .
ويمكن تفسير الانجذاب السريع للترند إلى عدة اسباب أولها :حب الانتماء . وهو ما يعرف بنظرية "التأثير الاجتماعي" أو " الاندماج الاجتماعي " وهي نظرية في علم النفس الاجتماعي تشير إلى أن الأفراد يميلون إلى تبني آراء وتصرفات الأخرين من حولهم كي يشعروا بالانتماء ولا يتعرضوا للعزلة الاجتماعية . ثانيًا : قوة التكرار والإبهار اللحظي : سواء بصريًا أو سمعيًا بشكل قوي يشد الانتباه .
ومن ناحية أخرى ، لا يعتبر الترند أداة سلبية طوال الوقت وإنما قد يلهمنا ويفتح آفاقنا على موضوعات جديدة أو يزيل الغبار عن مشكلات مدفونة ومسكوت عنها آن الآوان أن تصعد على السطح وأن تُطرح للمناقشة المُجتمعية وربما القانونية لايجاد حلول لها . بمعنى آخر : "أن نستخدم نحن الترند ولا ندعه يستخدمنا"
لذلك نحن في أمس الحاجة إلى أن نكون أكثر وعيًا؛ لا يؤثر فينا كل ما نشاهده أو نسمعه، وأن ننتقي بعناية الموضوعات الجديرة بانتباهنا وتفاعُلنا .
# بوابة حكايات مصرية