نهايات مسلسلات رمضان.. بين التوقعات والصدمة!
مع اقتراب النصف الأول من رمضان من نهايته، تبدأ المسلسلات في تصعيد الأحداث، مما يرفع توتر المشاهدين ويجعلهم في حالة ترقب لما ستؤول إليه مصائر الشخصيات التي تعلّقوا بها طوال الحلقات. ومع ذلك، فإن بعض النهايات تأتي مرضية ومنطقية، بينما تفاجئنا أخرى بالتواءات درامية غير متوقعة، قد تثير الجدل أكثر مما ترضي الجمهور.
"قلبي ومفتاحه".. هل تستمر السعادة؟
في الحلقات الأخيرة من مسلسل "قلبي ومفتاحه"، وجدنا أسعد في ذروة انتصاره، ممسكًا بخيوط اللعبة، متحكمًا في مصير محمد عزت وميار، واثقًا من سقوطهما في فخه، لكنه لم يدرك أن السحر قد ينقلب على الساحر! وفي النهاية، تنقلب الطاولة عليه، ويُدان بتهمة القتل، بينما يعود محمد عزت إلى حبيبته ميار في مشهد شاعري على أنغام أغنية فريد الأطرش "قلبي ومفتاحه".
لكن هل هذه النهاية الوردية تعني استمرار قصة الحب؟ ربما لا، فالتفاوت الثقافي والاجتماعي بين عزت، الباحث الأكاديمي الطموح، وميار، الفتاة ذات التعليم البسيط، قد يخلق فجوة يصعب جسرها مع مرور الوقت. الحب في البداية قد يكون كافيًا، لكن مع تغير الظروف وطموحات الشخصيات، قد يتحول إلى مجرد ذكرى جميلة في مسلسل آخر!
"ولاد الشمس".. دراما المنطق والمفاجآت
أما "مسلسل ولاد الشمس"، فقد جاءت نهايته أكثر منطقية، رغم الحزن الذي صاحب مقتل مفتاح (طه دسوقي). لكن عزاء المشاهدين كان في رؤية ولعة (أحمد مالك) وقد أصبح مسؤولًا عن تحقيق أحلام أبناء الدار، سواء بإقامة مكتبة ثقافية أو تأمين فرص عمل.
لكن المفاجأة غير المريحة كانت استمرار شخصية عبيد (مينا أبو الذهب) في الدار، رغم خيانته التي أدت إلى مقتل اثنين من أبنائها. بكاؤه لم يكن كافيًا لمحو خطاياه، وكان الأفضل أن تتم محاسبته بدلاً من منحه فرصة جديدة.
"80 باكو".. عدالة درامية بلمسة إنسانية
نهاية مسلسل "80 باكو" حملت نوعًا من العدالة الدرامية، حيث نجحت بوسي (هدى المفتي) أخيرًا في تدبير المال لإنقاذ محل مدام لولا (انتصار)، التي لم تكتفِ برد الجميل، بل قررت أن تشاركها المحل مناصفة، في مشهد إنساني يعكس كيف يمكن للخير أن يولد خيرًا أكبر.
هل النهايات أهم من الرحلة؟
هذه النهايات المختلفة تطرح سؤالًا: هل يبحث المشاهد عن نهاية مرضية، أم أن ما يهمه حقًا هو الرحلة نفسها؟ في النهاية، يظل تأثير أي عمل فني مرتبطًا بتفاصيله وأحداثه أكثر من مجرد مشهده الأخير، فبعض النهايات تبقى في الذاكرة، بينما تُنسى أخرى فور ظهور التتر الأخير.